درس الرسول ﷺ نموذج الكمال البشري | للسنة الثانية باكالوريا
درس الرسول ﷺ نموذج الكمال البشري | للسنة الثانية باكالوريا |
⏪النصوص المؤطرة للدرس:
النص الأول:قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾. [سورة الأحزاب، الآية: 21]
النص الثاني:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. [سورة القلم، الآية: 4]
⏪توثيق النصوص والتعريف بها:
🔺التعريف بسورة الأحزاب:سورة الأحزاب: مدنية، وعدد آياتها 73 آية، ترتيبها 33 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة آل عمران”، سميت بهذا الاسم لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة، فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريظة وأوباش العرب على حرب المسلمين، لكن الله ردهم مدحورين وكفى المؤمنين القتال، وهي تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإسلامية شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة وبالأخص أمر الأسرة، فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء، وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة التي كانت متفشية في ذلك الزمان.
🔺التعريف بسورة القلم:
سورة القلم: مكية، وعدد آياتها 52 آية، ترتيبها 68 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة العلق”، سميت بهذا الاسم لأن الله سبحانه وتعالى أقسم فيها بأداة الكتابة تعظيما للقلم، وقد تناولت هذه السورة ثلاثة مواضيع أساسية، وهى: موضوع الرسالة، وقصة أصحاب الجنة “البستان”، والآخرة وأهوالها وشدائدها.
⏪نشاط الفهم وشرح المفردات:
🔺شرح المفردات والعبارات:أسوة: قدوة ومنهج صحيح وحسن.
عظيم: غاية في التعظيم والجلال.
🔺مضامين النصوص الأساسية:
⤯ لرسول ﷺ هو الشخص الكامل الذي يجب الاقتداء به..
⏪محمد ﷺ النموذج الكامل والقدوة الحسنة:
🔺مفهوم القدوة:القدوة: لغة: التأسي والإتباع، واصطلاحا: هي السير على منهج وطريقة المقتدى به، عن طريق التأسي بأقواله وأفعاله.
🔺الحاجة إلى القدوة الحسنة (مركزية وجود نموذج للتأسي في نجاح الدعوة وتوجيه السلوك):
القدوة الحسنة عنصر هام في كل مجتمع، فمهما كان أفراده صالحين فهم في أمس الحاجة إلى القدوة الحسنة، وتشتد الحاجة إلى القدوة الحسنة كلما بعد الناس عن الالتزام بقيم الإسلام وأحكامه، وتشتد الحاجة أكثر إذا وجدت قدوات سيئة فاسدة تدعوا إلى الباطل وتحسن عرضه.
🔺التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم دليل على محبته وصدق الإيمان به:
إن الرسول ﷺ هو النموذج المثالي والقدوة الحسنة للمسلمين، وقد استطاع بهذه الصفات أن يجعل الصحابة يتتبعون تصرفاته وحركاته، ويعملون بها، بل ويتنافسون في الاقتداء بها، وقد علمنا النبي ﷺ ارتباط الإيمان بمحبته قائلا: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكونَ أحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِه وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ»، ومن تم فالتأسي بالنبي ﷺ يبين صدق إيمان المسلم به ودرجة حبه له، أما إن كان حب المعاصي والذنوب التي نهى عنها ﷺ أقرب إلى قلوبنا، فذلك دليل على عدم محبته ﷺ ولا الإيمان به.
⏪معالم الكمال البشري في شخص الرسول ﷺ:
كان الرسول ﷺ شخصية فذة، استطاع أن يجمع كفاءات عديدة ويوازن بينها، بل ويقوم بمسؤولياته كاملة، فهو رب الأسرة، وقائد الجيش، ورئيس الدولة، وهو السياسي والقاضي والمستشار والمربي والعابد …، إلى غير ذلك من مهامه ﷺ التي استوعبت كل جوانب حياة البشر، الأمر الذي جعل من رسول الله ﷺ المثل الأعلى للناس كافة على اختلاف طبقاتهم وتخصصاتهم، مما ساعد على اكتساب رسول الله ﷺ لخصائص الكمال، عبادته لله تعالى وطاعته وشكره، فكان بذلك مثلا أعلى لما ينبغي أن يكون عليه الصالحون، ومن نماذج الكمال البشري للرسول ﷺ:➷محمد ﷺ الرحمة المهداة للعالمين: بعث الله نبينا محمدا ﷺ رحمة لجميع الخلق، للإنس والجن وحتى الحيوان، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.
➷الحياء: وهو انقباض النفس عن القبائح، فما اقترب من معصية، لا قولا ولا فعلا، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا».
➷الحلم والعفو: وهو الصفح والعفو عند المقدرة، فقد عفا عن كفار قريش بعد فتح مكة قائلا لهم: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»، وغفر للكثير ممن عرضوه للأذى.
➷جوده وكرمه ﷺ: كان رسول الله ﷺ أجود الناس، ما سأله أحد قط فرده، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ».
➷خشيته ﷺ وطاعته لربه: كان ﷺ أشد الناس خوفا من الله، وكان من أكثر الناس طاعة له، لم يكن يتوقف عن العبادة والطاعة فترة، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فَقِيلَ لَهُ: غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا».
➷تواضعه ﷺ: كان ﷺ أشد الناس تواضعا لم يكن يستنكف أن يمشي مع العبد والعجوز، وكان إذا مر على الصبيان سلم عليهم، وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس، كان يحلب شاته ويخصف نعله ويرقع ثوبه، وكان يقول: «لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ».
تعليقات
إرسال تعليق