درس الرحمة والرفق | للسنة الثانية باكالوريا
درس الرحمة والرفق | للسنة الثانية باكالوريا |
⏪النصوص المؤطرة للدرس:
النص الأول:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾. [سورة الأنبياء، الآية: 106]
النص الثاني:
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ». [رواه مسلم، كتاب: البر والصلة والاداب، باب فضل الرفق]
⏪توثيق النصوص والتعريف بها:
🔺التعريف بسورة الأنبياء:
سورة الأنبياء: مكية، وعدد آياتها 112 آية، ترتيبها 21 من المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة إبراهيم”، سميت بهذا الاسم لأن الله تعالى ذكر فيها جملة من الأنبياء الكرام، وذكر جهادهم وصبرهم وتضحياتهم في سبيل الله، وتفانيهم في تبليغ الدعوة لإسعاد البشرية، تعالج هذه السورة موضوع العقيدة الإسلامية في ميادينها الكبيرة (الرسالة، الوحدانية، البعث والجزاء …)، وتتحدث عن الساعة وشدائدها، والقيامة وأهوالها، وعن قصص الأنبياء والمرسلين.
🔺التعريف بعائشة رضي الله عنها:
عائشة رضي الله عنها: هي عائشة أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهما، إحدى زوجات النبي ﷺ، ولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، تزوجها الرسول ﷺ وهي صغيرة السن، روت أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ، وخاصة ما يتعلق بحياة الرسول ﷺ الشخصية، كانت من أفقه الصحابة وأعلمهم بالأحكام، توفيت رضي الله عنها سنة 58 هـ.
⏪نشاط الفهم وشرح المفردات:
🔺شرح المفردات والعبارات:
أرسلناك: بعثناك.
رحمة: رقة وشفقة.
العالمين: جميع الثقلين، الإنس والجن.
الرفق: اللين واللطف.
يعطي: يحقق.
العنف: الشدة والغلظة والقسوة، وهو نقيض الرفق.
🔺مضامين النصوص الأساسية:
⇎ بيانه سبحانه وتعالى أن الرسول ﷺ بعث رحمة لجميع الخلائق.
⇎ اتصاف الله عز وجل بالرفق ومحبته له وأنه يعطي عليه ما لا يعطي على العنف.
⏪حقيقة الرحمة ومجالاتها في الإسلام:
🔺حقيقة الرحمة:الرحمة: صفة يتعاطف بها الخلق ويشفق بها القوي على الضعيف، ويتواد بها بنو آدم، وتعني الرأفة والرفق واللين في التعامل مع الكائنات التي يعيش معها الإنسان.
🔺مجالات الرحمة:
الرحمة في الإسلام تعم جميع المجالات، منها:
⇏ الرحمة بالوالدين: قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
⇏ الرحمة بالصغير والكبير: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمِ الصَّغِيرَ وَيَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ».
⇏ الرحمة بين الأزواج: قال جل شأنه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.
⇏ الرحمة بالجار: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ».
⇏ الرحمة بالفقراء والمحتاجين والضعفاء والأرامل والأيتام: فقد كان النبي ﷺ رحيما بهذه الفئة، فيأتي ضعفاءهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم، وكيف لا وهو الرحمة المهداة للعالمين.
⇏ الرحمة بالعصاة والمذنبين: فإنهم يحتاجون إلى رحمة التوجيه والهداية لطاعة الله.
⇏ الرحمة بالحيوان: فهو مخلوق ذو إحساس، لذلك جُعلت الجنة جزاء لمن أشفق عليه، والنار جزاء لمن قسى عليه.
⏪أهمية الرفق ومجالاته في الإسلام:
🔺مفهوم الرفق:الرفق: لغة: اللين في القول والفعل والمعاملة، واصطلاحا: هو خلق إسلامي يقوم على ترك العنف والغلظة، والأخذ بالأسهل والألين في التعامل بالقول أو بالفعل، والرفق صفة من الصفات الطيبة بل هو الخير كله.
🔺أهمية الرفق ومنزلته:
⬱ الرفق يجلب الخير لصاحبه: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».
⬱ الرفق يزين الأشياء ويجملها: قال ﷺ: «إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ».
⬱ من كان رفيقا بالناس حظي برفق الله: قال رسول الله ﷺ: اللهُمَّ، «مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ».
⬱ اتصاف الله به ومحبته له: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ».
🔺مجالات الرفق:
الرفق مستحب في كل شيء، لقوله ﷺ: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ»، ولكنه يتأكد في الأمور الآتية:
⥶ الرفق بالوالدين: لقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.
⥶ الرفق بالزوجة والأولاد: قال رسول الله ﷺ: «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي».
⥶ الرفق بالجار: لقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾.
⥶ الرفق في تغيير المنكر: قال رسول الله ﷺ: «فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ».
⥶ الرفق بالحيوان: قال رسول الله ﷺ: «لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا».
تعليقات
إرسال تعليق