درس نماذج للتأسي: علي كرم الله وجهه وزينة القوة والعلم | للسنة الثانية باكالوريا
⏪النصوص المؤطرة للدرس:
النص الأول:قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: «ثُمّ كَانَ أَوّلَ ذَكَرٍ مِنْ النّاسِ آمَنَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَصَلّى مَعَهُ وَصَدّقَ بِمَا جَاءَهُ مِنْ اللهِ تَعَالَى: عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ رِضْوَانُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَوْمئِذٍ ابْنُ عشر سِنِين«. [السيرة النبوية لابن هشام، ج: 1، ص: 281]
النص الثاني:
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴾. [سورة البقرة، الآية: 204]
النص الثالث:
قال القرطبي وقيل: «نزلت في علي رضي الله عنه حين تركه النبي عليه الصلاة والسلام في فراشه ليلة خرج إلى الغار«. [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج: 3، ص: 15]
⏪نشاط الفهم وشرح المفردات:
🔺قاموس المفاهيم الأساسية:يشري نفسه: يضحي بها.
الغار: غار حراء.
🔺مضامين النصوص الأساسية:
⟴ وجوب إتباع المرسلين والاقتداء بالصالحين من الناس.
⟴ بيان فضل علي بن أبي طالب وإسلامه.
⟴ تضحية علي بن أبي طالب بنفسه فداء للإسلام.
⏪سيرة علي بن أبي طالب ونشأته في بيت النبوة:
🔺نسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه وولادته:علي بن أبي طالب: هو أبو الحسن والحسين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ابن عم رسول الله ﷺ، وأحد الشجعان الأبطال، ومن أكابر الخطباء والعلماء والقضاة، وأول الناس إسلاما بعد خديجة رضي الله عنها، ولد بمكة سنة 23 قبل الهجرة.
🔺 نشأة علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
فتح علي بن أبي طالب t، عينيه على أبيه أبي طالب، وعاش معه مدة يسيرة، ثم انتقل إلى بيت ابن عمه محمد ﷺ، ذلك أن رسول الله ﷺ، كان قد استأذن عمه أبا طالب منذ عهد أن يترك له عليا يعيش معه في بيته، فورث علي عن أجداده وأبيه الفضائل كلها والمكرمات جميعا، كما ورث الشهامة والبذل والعزم، وزادت هذه الخصال وهو في بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام.
⏪من خصائص علي رضي الله عنه القوة والعلم:
🔺اكتسابه القوة والعلم من تربية الرسول صلى الله عليه وسلم ومصاحبته:نهل علي رضي الله عنه من علم رسول الله ﷺ، وقد أدرك أن العلم هو سر النجاح في الدنيا والآخرة، فتسلح بسلاحه، واستزاد منه معرفة وخبرة، فحصل العلم بكتاب الله، والفهم لمعانيه ومقاصده، حتى أصبح من أعلم الصحابة رضي الله عنهم بأسباب نزول القرآن، ومعرفة تأويله، يشهد لهذا ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه، أنه وهو ترجمان القرآن قال: «مَا أَخَذْتُ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ فَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ»، وقد اختلف علماء التراجم في إسناد كتاب “نهج البلاغة” لعلي رضي الله عنه، في حين تتمثل قوة علي رضي الله عنه في حمله للواء الكثير من الغزوات كغزوة خيبر، وقيادته للعديد من السرايا كسريته إلى بني سعد …، ودفاعه المستميت عن الدعوة الإسلامية، وخلافته على المدينة المنورة في غياب النبي عليه السلام في غزوة تبوك، وقد قال النبي ﷺ في حقه: «يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
🔺من كمال الإيمان وتمام الإقتداء القوة والعلم:
إن الاطلاع على سيرة الصحابة رضوان الله عليهم، والوقوف على نماذج حية لمدرسة النبي ﷺ، لتشحن الإنسان المسلم بقوة وطاقة في بذل عطاء أكبر لنشر الدعوة الإسلامية، وجعل العلم منارة حقيقية يحقق به الإنسان قوة الشخصية، ودافعا للنهوض بهمم الشباب إلى مدارج الرقي والتأسي بحياتهم، والأخذ من علمهم، والإقتداء بهم في كل ما هو خير وصلاح لهم ولدينهم، بعيدا عن البحث على القيم في ثقافات غربية أو مجتمعات منحرفة، فلنا في رسول الله ﷺ، وصحابته رضوان الله عليهم، مجالا خصبا للعلم والقوة، قال ﷺ: «المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ».
تعليقات
إرسال تعليق