⏪المحور الأول: وجود الغير
🔺مفهوم الغير
➲الإشكال : هل وجود الغير تهديد للأنا؟ أم ضروري لوجوده؟
➽ ديكارت: يعتبر وجود الغير غير ضروري لوجود الأنا، فالأنا المفكرة قادرة على إدراك ماهيتها ووجودها وتعي ذاتها عبر تجربتهاالفردية، فهي تدرك موجودات مشابهة لها، فهل هذه الموجودات لها خاصية الوعي بذاتها؟ فبالنسبة إليه وجود الأنا هو وحده اليقين والبديهي وأي وجود آخر افتراضي وقابل للشك وهو ما جعل فلسفته تنعت بالوحدانية والإنغلاقية.
➽ هيغل: يؤسس لفلسفة تعتبر الغير ليس فقط معترف بوجوده بل أكثر من ذلك وعيا ضروريا لوجودها ولتحقيق الأنا وعيها بذاتها، عبر صراع الرغبة بين وعيين متضادين (العبد والسيد)، وهو صراع لابد أن ينتهي بإخضاع الوعي الآخر وانتزاع اعتراف منه، وهو شرط ضروري لتحقيق الأنا وعيها الفعلي، فوجود الغير حسب هيغل ضرورة وجودية وإشكال فلسفي معقد، فهل وجود الغير تهديد للأنا أم شرط لوجوده؟
➽ هايدغر: اعتبر وجود الشخص داخل الحياة المشتركة مع الآخرين وجود يفقد الشخص هويته وينزع منه تفرده، فيصبح ذاتا تشبه الآخرين وكأنه لا أحد، حيث الهيمنة المطلقة للمشترك في كل المجالات العمومية، حيث نفس النمط والتفكير.
⏪المحور الثاني: معرفة الغير
🔺مفهوم الغير
➲الإشكال : هل معرفة الغير ممكنة أم مستحيلة؟
➽ سارتر: يعتبر أن من المستحيل معرفة الغير مع اعترافه بوجوده وذلك بسبب النظرة التشييئية، فالأنا تدرك الغير كموضوعات العالم وذوات واقعية يفصل بينها عدم لايمكن تجاوزه وأي محاولة لمعرفة الغير تنتهي دوما بتحويله إلى مجرد شيء من أشياء العالم، كما أن سعيه لمعرفتي سعي يحولني إلى موضوع خارجي، فمثلا الشخص يتصرف بتلقائية وعفوية عندما يكون وحيدا وبمجرد مخالطته للغير تتغير تصرفاته وهو أمر يجعل من المستحيل للأنا إدراك الغير ومعرفته معرفة يقينية حقة.
➽ ماليبرانش: بالنسبة له فإن معرفة الغير صعبة للغاية لأنه مختلف عنا ومحاولتنا لمعرفته هي مجرد تخمينات وإسقاطات فرضية وإحتمالات لما يمكن أن يشعر به ومماثلته معنا مادام أنه من نفس فصيلتنا، ومبدأ الاسقاطات هذا لايمكن به معرفة الغير حقا وبالخصوص حين يتعلق الأمر بالأحاسيس الذاتية إذن بالنسبة له معرفة الغير مجرد معرفة تخمينية .
➽ ميرلوبونتي: الذي يخالف فكرة التشيء لدى *سارتر* ويعتبرها تتجاهل أهمية التواصل الإنساني وأن اعتبار الأنا للغير شيء يتلاشى بمجرد ربط التواصل والحوار، وقد يتوقف التواصل والحوار لكنه لاينقطع مادام الغير يظل حاضرا دائما في المجال الإدراكي المشترك، إن معرفة الغير ممكنة، لأنها معرفة لذاتي المشروطة بحضور الغير.
➽ خلاصة: تشكل معرفة الغير إشكالا فلسفيا مفتوحا رغم إسهامات الكثير من الفلاسفة فقد تشكل معرفتي للغير تشيء له، وقد يسمح العلم المشترك من إدراك الغير داخل وحدة التجربة الإنسانية.
⏪المحور الثالث: العلاقة مع الغير
🔺مفهوم الغير
➲الإشكال : هل العلاقة مع الغير علاقة صداقة أم غرابة؟
➽ كوجيف: يستند على الجدل الهيجلي في تصوره للعلاقة بين الأنا والغير، وهي علاقة تقوم على الصراع والتصادم الدائم والأنا المنفتحة على الغير تحاول انتزاع الاعتراف بها كذات واعية وهذا التصادم الذي ينتهي بالموت، والموت هنا ليس الموت الفعلي الذي لا يحقق الاعتراف بل الإستسلام، وهنا تنشأ علاقة (العبد والسيد) بتنازل أحد الطرفين.
➽ كونت: عتبر أن الشخص مطلوب منه الإبتعاد عن الأنانية والهمجية وتأسيس انسجام أخلاقي قوامه الغيرية، والغيرية هنا هي الإعتراف بفضائل الإنسانية على الشخص فوجوده وبقائه كان الغير سببا فيه، فعلاقة الأنا مع الغير علاقة تكامل وتضامن وعليه أن يجعل من واجبه العيش من أجلهم لأن ذلك هو الوسيلة الوحيدة لتطوير كل الوجود البشري.
➽ كريستيفا وكانط: ترفض جوليا كريستيفا اعتبار الغير تهديدا للجماعة وتعتبر أن الأنا مطالبة أن تتخلى عن كل أشكال النبذ والإقصاء والتهميش تجاه الغير الغريب وتتفق مع كانط في فلسفة اعتبار الغير ذلك الصديق الواجب على الأنا احترامه واعتباره غاية وليس وسيلة فعلاقة الأنا بالغير علاقة صداقة.
تعليقات
إرسال تعليق