⏪المحور الأول: الحقيقة والرأي
🔺مفهوم الحقيقة
➲الإشكال : ماعلاقة الحقيقة بالرأي؟
➽ افلاطون: يرى أن ما نراه ونسمعه ونظنه مضلل للحقيقة باعتبار معارفنا ومكتسباتنا مرتبطة بما تعلمناه وسمعناه، وللبحث عن الحقيقة يجب التجرد من المكتسبات القبلية والانقلاب الجدري ضد العادات والتقاليد ويرى الحقيقة المطلقة في عالم المثل، الذي نصل إليه بالبناء العقلي المتعالي عن الحس.
➽ باشلار: وبالنسبة إليه الرأي المسبق هو معيق لتحقيق معرفة علمية دقيقة لأن الرأي مبني على انطباعات واعتقادات خاطئة، فهو صياغة خاطئة لمجموعة من الأفكار الشائعة والعامية، في حين أن الحقيقة العلمية مبنية حسب رأيه على منهاج تجريبي علمي يمر عبر عدة مراحل وخطوات منهجية لبلوغ هذه الحقيقة.
➽ باسكال: الذي يعتقد أن العقل لايمكنه معرفة كل شيء ولايمكنه احتكار الحقيقة، فهناك طرق أخرى تؤدي إليها، منها القلب أو العواطف أو الوجدان، فهناك حقائق لايدركها العقل مثل الزمان، التي يدركها القلب أولا ثم يكون دور العقل ليبرهن عليها في قالب علمي إذن فالحقيقة لا تعرف بالعقل فقط بل القلب أيضا الذي يكون سباقاً إلى تبيانها.
⏪المحور الثاني: معايير الحقيقة
🔺مفهوم الحقيقة
➲الإشكال : ماهي معايير صدق الحقيقة؟ هل مطابقتها للواقع المادي أم للعقل الصوري؟
➽ ديكارت: (معيار البداهة العقلية) يرى ديكارت أنه لبلوغ الحقيقة لا بد من تجاوز الآراء المسبقة المبنية على الأحاسيس وضرورة صياغة قواعد منهجية لتبيانها والتي تقوم على أربعة قواعد: أولا:قاعدة الشك، ثانيا:التحليل، ثالثا:التركيب، رابعا: المراجعة، وأساس بلوغ الحقيقة هي البداهة العقلية فما هو بديهي هو حقيقي ويتميز بالوضوح وأول حقيقة فلسفية بلغها ديكارت هي الكوجيطو أنا أفكر إذن أنا موجود.
➽ جون لوك: (معيار التجربة) وله رأي معارض لذلك عند ديكارت فبالنسبة إليه الحقيقة مصدرها التجربة وهي المطابقة بين الفكر وماهو واقع بواسطة التجربة مطابقة تامة، وهو معيار موضوعي يعكس علاقة الفكر بالواقع، فالعقل مجرد صفحة بيضاء يستمد كل أفكاره من التجربة ،ذلك أن الحواس هي التي تمده بالأفكار البسيطة التي يعمل على الربط بينها لإنتاج أفكار وتصورات للحقيقة فمعيار الحقيقة هو الواقع التجريبي.
➽ وليام جيمس: (معيار المنفعة والمصلحة) وبالنسبة إليه معيار صدق الحقيقة هي المنفعة من ورائها، وأن الفكرة مهما كانت فلسفية أو دينية أو سياسية تكون صحيحة وصادقة إذا أدت إلى نتائج عملية نافعة تفيد الفرد والمجتمع، فمعيار المنفعة والمصلحة هو المعيار الوحيد لصدق الحقيقة.
⏪المحور الثالث: الحقيقة كقيمة
🔺مفهوم الحقيقة
➲الإشكال : من أين تستمد الحقيقة قيمتها؟ وهل هي غاية في ذاتها أم مجرد وسيلة؟
➽ كانط: (قيمتها من ذاتها) بالنسبة له الحقيقة غاية في ذاتها، وتستمد قيمتها من ذاتها، وقول الحقيقة واجب أخلاقي، فلا يجب الكذب أبدا بدعوى تحقيق مصلحة أو منفعة صالحة أو فاسدة فهي لا تتنافى مع الواجبات القانونية التي تعاقب كل من أخل بها.
➽ جيمس: (تحقيق المنفعة) عكس كانط لا يرى أنها تستمد قيمتها من ذاتها بل من تحقيق مصلحة أو منفعة، سواء على المستوى الفكر أو الممارسة العلمية فهي مجرد شيء ووسيلة لبلوغ الغاية المتوخاة منها، وقيمتها تقاس بمدى تأثيرها في الواقع.
➽ نيتشه: (الحقيقة وهم منحه الإنسان قيمة) ذهب في نفس فلسفة جيمس ليضيف أن الحقيقة مجرد وهم تم تضخيمه وهي مجرد وسيلة عبارة عن مجموعة من الإستعارات والكنايات التي رفع من شأنها وبعد طول استعمال أصبحت حقائق يقينية مشروعة وذات سلطة قسرية فهي ليست قيمة بذاتها كما يقول كانط بل هي مجرد وسيلة لإعطاء معنى للوجود الإنساني فقط لاغير.
تعليقات
إرسال تعليق